تعتبر لعبة Remnant 2، الإصدار الأحدث من سلسلة ألعاب التصويب من منظور الشخص الثالث مع عناصر “السولزلايك”، إضافة قوية ومثيرة إلى هذا النوع الفريد. بعد النجاح الذي حققته اللعبة الأصلية، تعود Gunfire Games بتركيز أكبر على العناصر التي أحبها اللاعبون، مع إضافة تحسينات وتوسعات جوهرية تجعل التجربة أكثر عمقًا وإثارة. سواء كنت من محبي الجزء الأول أو جديدًا على السلسلة، فإن Remnant 2 تقدم لك رحلة مليئة بالتحدي، الاستكشاف، والقتال المثير.
عالم متصدع ومظلم:
تدور أحداث Remnant 2 في عالم ما بعد نهاية العالم، حيث اجتاحت مخلوقات وحشية تُعرف باسم “The Root” (الجذر) الكواكب وقضت على الحضارات. تتنقل بين عوالم متعددة، كل عالم يتميز بتصميمه الفريد وبيئته المميزة، بدءًا من الغابات الكثيفة والمورقة وصولًا إلى المدن الصناعية المهجورة والعوالم الفضائية الغريبة. يتميز كل عالم بتصميم فني مذهل، يجمع بين العناصر الخيالية وعناصر الرعب والغموض، مما يخلق جوًا غامرًا ومثيرًا للاستكشاف.
أسلوب لعب يجمع بين الإثارة والتكتيك:
جوهر لعبة Remnant 2 يكمن في أسلوب لعبها الذي يمزج ببراعة بين التصويب الدقيق وحركة “السولزلايك” المعتمدة على التوقيت والتحمل. ستواجه جحافل من الأعداء المتنوعين، كل منهم يمتلك أنماط هجوم فريدة ويتطلب منك تكتيكًا مختلفًا للقضاء عليه. تعتمد المعارك على المناورة الذكية، المراوغة في اللحظة المناسبة، واستغلال نقاط ضعف الأعداء.
تتميز اللعبة بنظام قتال سلس وسريع الاستجابة، حيث يمكنك التبديل بين مجموعة متنوعة من الأسلحة النارية اليدوية والأسلحة الخاصة ذات القدرات الفريدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تجهيز “Mods” (تعديلات) لأسلحتك، والتي تمنحها قدرات إضافية مثل إطلاق قذائف متفجرة أو استدعاء مساعدين مؤقتين.
نظام الـ “Archetypes” (النماذج الأولية):
أحد أبرز الإضافات الجديدة والمثيرة في Remnant 2 هو نظام الـ “Archetypes”. عند بداية اللعبة، تختار “نموذجًا أوليًا” لشخصيتك، والذي يحدد أسلوب لعبك الأساسي. تتضمن النماذج الأولية خيارات مثل “Gunsliger” (رامي البنادق) المتخصص في إطلاق النار السريع، “Handler” (المروض) الذي يستدعي كلبًا رفيقًا للمساعدة في القتال، و “Medic” (المسعف) الذي يركز على دعم الفريق وعلاج الإصابات.
الأكثر إثارة هو أنه يمكنك فتح نموذج أولي ثانوي ودمجه مع نموذجك الأساسي، مما يمنحك مزيجًا من القدرات والمهارات الفريدة. هذا النظام يفتح الباب أمام تجارب لعب متنوعة وإمكانيات تخصيص هائلة لشخصيتك، مما يشجع على إعادة اللعب وتجربة تراكيب مختلفة.
التوليد الإجرائي والمفاجآت المستمرة:
تحافظ Remnant 2 على عنصر التوليد الإجرائي الذي ميز الجزء الأول، ولكن هذه المرة بشكل أكثر تعقيدًا وتأثيرًا. لا يقتصر التوليد الإجرائي على تصميم الخرائط فحسب، بل يمتد ليشمل مواقع العناصر، الأعداء، وحتى بعض الأحداث والمهام الجانبية. هذا يعني أن تجربة كل لاعب ستكون فريدة، حتى عند إعادة لعب نفس العوالم.
يُضفي هذا العنصر طابعًا من المفاجأة والاكتشاف المستمر، حيث لا تعرف أبدًا ما الذي ينتظرك خلف الزاوية التالية. يمكنك أن تجد أسلحة سرية، دروعًا فريدة، أو حتى تواجه زعماء مخفيين لم يصادفهم لاعب آخر من قبل.
التحدي والمتعة في اللعب التعاوني:
مثل سابقتها، تدعم Remnant 2 اللعب التعاوني لما يصل إلى ثلاثة لاعبين. تجربة اللعب مع الأصدقاء تضيف بعدًا جديدًا من المتعة والتحدي. يمكنكم تنسيق استراتيجياتكم، دعم بعضكم البعض، ومواجهة التحديات الأكثر صعوبة معًا. تتطلب بعض الألغاز والزعماء في اللعبة تعاونًا حقيقيًا بين اللاعبين للتغلب عليهم.
صعوبة مُرضية وليست مُحبِطة:
تشتهر ألعاب “السولزلايك” بصعوبتها، و Remnant 2 لا تخيب الظن في هذا الجانب. ستواجه تحديات كبيرة تتطلب منك التعلم من أخطائك والتكيف مع المواقف المختلفة. الموت هو جزء لا يتجزأ من التجربة، ولكنه ليس محبطًا بالقدر الذي قد تتخيله. كل هزيمة هي فرصة للتعلم والتحسن، ومع كل محاولة ناجحة، تشعر بإحساس كبير بالإنجاز.
تصميم مرئي وصوتي مذهل:
تتميز Remnant 2 بجودة رسومات عالية وتصميم فني رائع. العوالم مفصلة وغنية بالتفاصيل، وشخصيات الأعداء مصممة بشكل مبتكر ومخيف. المؤثرات البصرية أثناء القتال مذهلة، وتساهم في زيادة الإثارة والحماس.
على الجانب الصوتي، تقدم اللعبة موسيقى تصويرية ملحمية ومناسبة تمامًا لأجواء اللعبة المظلمة. تأثيرات الأسلحة والأصوات المحيطة تزيد من الانغماس في التجربة.
نقاط القوة والضعف:
نقاط القوة:
نظام الـ “Archetypes” العميق والمتنوع: يضيف طبقة جديدة من التخصيص وإعادة اللعب.
التوليد الإجرائي المحسن: يجعل كل تجربة فريدة ومليئة بالمفاجآت.
أسلوب لعب القتال الممتع والمُرضي: يوازن بين التصويب والتكتيك.
تصميم العوالم المذهل والمتنوع: كل عالم يقدم تجربة بصرية مختلفة.
إمكانية اللعب التعاوني الممتعة: تعزز التجربة وتضيف عمقًا.
صعوبة مُرضية: تتحدى اللاعبين وتكافئهم على جهودهم.
تصميم مرئي وصوتي ممتاز: يساهم في خلق جو غامر.
نقاط الضعف:
قد تكون الصعوبة مرهقة لبعض اللاعبين الجدد على النوع.
بعض المشاكل التقنية الطفيفة في الإطلاق الأولي (تم معالجة الكثير منها بتحديثات لاحقة).
قد يكون نظام التوليد الإجرائي مربكًا للبعض في البداية.
تعتبر لعبة Remnant 2 خليفة جديرة بالتقدير للعبة الأصلية، وتقدم تجربة لعب “سولزلايك” فريدة وممتعة. بفضل نظام الـ “Archetypes” العميق، التوليد الإجرائي المحسن، وأسلوب اللعب القتالي المُرضي، تقدم اللعبة قيمة إعادة لعب عالية وتحديًا يستحق المواجهة. سواء كنت من محبي ألعاب “السولزلايك” أو تبحث عن تجربة تصويب مثيرة ومليئة بالتحدي، فإن Remnant 2 تستحق بالتأكيد تجربتك. إنها لعبة تُلعب وتُعاد لعبها، وكل مرة تكتشف فيها شيئًا جديدًا، مما يجعلها إضافة ممتازة إلى مكتبة ألعابك.